ممدونة الحقيقة تهنئ الامية الاسلامية والعربية بشهر رمضان المبارك

السبت، 26 مارس 2011

" لاهوت العنصرية الإسرائيلية "


" لاهوت العنصرية الإسرائيلية "


كتاب جديد للكاتب والمفكر أحمد عزت سليم


الكتاب يكشف عن الدوافع الكامنة والأسباب الحقيقية وراء التصرفات الإجرامية الإسرائيلية


يأتى كتاب " لاهوت العنصرية الإسرائيلية " ليقدم المجال الحيوى الذى تدور فيه عقلية الآلة الصهيونية " دولة إسرائيل" أفراداً وجماعات وكياناً وتستمد منه إدراكها وتنطلق منه سلوكياتها وحركتها وتدفعها نحو الفاعلية والتحقق وتكتسب جماعاتها الاستيطانية تقاليدها وتتشرب منه أعرافها وتتشكل العناصر السياسية المؤلفة لهذه الـ "دولة " وتتحدد مستويات ومجالات التفكير ومنطلقات السلوك والتبنى والولاء لنظام قيمى ينبع من أيديولوجيا محددة ومتبلورة وتشكل نسق من الأفكار والآراء الدينية والأخلاقية لكونها جزءاً من الوعى الذى يتحدد بظروف المجتمع الاستيطانى الإحلالى والثقافة الموروثة من نظام الجيتو وفى تفاعلهما مع القيم الدينية التوراتية والتلمودية وما يشمل كل هذا النظام من علاقات تعاقدية نفعية مادية باردة وشعائر وقوانين دينية انعزالية ضد الآخر ومقدسة يحتفظ فيها الإله بالقبيلة الذهبية التى هى مملكة الأنبياء، حتى العودة .." هوذا شعب وحده يسكن بين الشعوب لا يسكن " مولعا بالإبادة والقتل ومنغلقا بداخل يهوديته الأرثوذكسية معتمدا ـ كما بين إسرائيل شاحاك ـ على الاعتراف بوجود الشوفينية اليهودية والاقتصادية والفحص الأمين لمواقف اليهود من غير اليهود .


يعيش هذا " الشعب " كما يدعى هذا النظام تاريخ واحد ممتد هو تاريخ الأسلاف والأجداد والأبناء والأحفاد، وفى كل هذا فإن انفعالات هذه الآلة الصهيونية بمستوياتها المتعددة تتطابق مع المعرفة الإدراكية لها كنظام متطابق معها يقف خلف النشاط ويجمعهما فى كل واحد يفسر به العالم والمجتمع والفرد وقد توحد فيهم الإله وقد أحالها هذا النظام القيمى إلى حقائق على الأرض حية نشطة ودينامية ملموسة فى نظام كلى متكامل انخلقت منه هذه الدولة الصهيونية وانبثقت معه القيم والتقاليد والممارسات التى أصبحت محور ومرتكز حياة الصهيونية كحركة و"دولة" وكجماعات وكأفراد وكامتياز تدافع عنه هذه المستويات المتعددة، وليصير هذا النظام الكلى المتكامل تمثيلاً صريحاً لثقافة جماعية مترسبة فى الوعى عبر تاريخ مزعوم موسوم بالتوحد، وبكونه منبعاً لذلك كله يستهدف أول ما يستهدف أن تتحقق مقولاته العنصرية القائمة على التمييز بين البشر اليهود، والأغيار الخنازير، وجعل اليهود ذوى خصائص أنثروبولوجية وجسمانية وبيولوجية وثقافية وتراثية وقدرات عقلية وأخلاقية موروثة أرقى وأفضل وأكثر قدرة على البقاء وعلى الإبداع من الأغيار .


وهذه الأفضلية استمدت ذاتها ـ كما تدعى ـ مما حباها الإله واختصها بها دون سائر الأغيار، فصار السلوك الإدراكى جمعياً وقولياً وفعلياً منخلقاً من روح الإله، فأضحى السلوك مقدساً قداسة التعاليم والأوامر الإلهية ، واستمدت من ذلك كله النقاء العنصرى ـ المزعوم ـ وحتمية البقاء كديمومة الإله ذاته والتفوق والقوة كفضائل طبيعية اختص بها الإله اليهود وغير قابلة للتغيير أو الانتقال إلى جنس آخر، فالدم على حد تعبير مارتن بوبر هو الذى يحدد المستويات العميقة للوجود اليهودى ، هو عالم الجوهر ويصبغ هذا الوجود وإرادته بلونه، والعالم من حوله إن هو إلا آثار وانطباعات بينما الدم اليهودى هو عالم الجوهر، وكذلك عرف لويس برانديز اليهودية بأنها مسألة تتعلق بالدم، ووصف صهيونى آخر هو إغناتز زولتشان اليهود بأنهم: " أمة من الدم الخالص " لا تشوبها أمراض التطرف أو الانحلال الأخلاقى ورأى موسى هس مؤسس الفكرة الصهيونية أن اليهودية حافظت على نقاوتها عبر العصور " .


ومن هذا " التعصب العنصرى كحالة خاصة من تعصب المعتقدات " ومن هذا الزعم بالنقاء العنصرى والبقاء العنصرى والتفوق العنصرى تكون الصهيونية هى رسول الغرب الاستعمارى فى تبرير دعاوى الغزو لتطهير العالم من دناسة الشعوب الأخرى المتخلفة وكما يقول هرتزل " فإن اليهود عندما يعودون إلى وطنهم التاريخى سيفعلون ذلك بوصفهم ممثلين للحضارة الأوربية ، وأن الإمبريالية بوصفها نشاطاً نبيلاً يهدف إلى جلب الحضارة إلى الأجناس الأخرى التى تعيش فى ظلام البدائية والجهل، كذلك عودة اليهود، ولذلك فالعودة الصهيونية العنصرية هى عودة استعمارية غربية لأمة نقية عرقياً وأخلاقياً وهذا يمنحها حقوقاً أكسبها لهم الإله أبدياً وحصرياً وتاريخياً ككل متجانس دون سائر الأغيار، وذو نمط واحد هو الجوهر اليهودى الذى يتحقق فى "يسرائيل الشعب" التى هى "يسرائيل التوراة " ، وكلاهما فى عقل الإله من قبل الخلق، وأن "إسرائيل" وحدها هى التى سوف تحقق التوراة وهى شريكة الإله فى عملية إدارة الكون وإدارة حركة التاريخ وتوجيههما، والتى يتدخل فيهما الإله لصالح " شعب يسرائيل" بحيث يتجه التاريخ نحو نهايته المسيانية الحتمية المطلقة التى يتحكم فيها اليهود فى مصير البشر والعالم، وعندها يقهقه الإله على عرشه وهو يرى الماسيح قد وصل وقضى لتوه على الشعوب الأخرى، وهذا القضاء وهذه الإبادة المسيانية الجماعية لشعوب العالم هى المرحلة الحتمية التى يستهدفها البقاء اليهودى كمرحلة نهائية للعداوة والكراهية للأغيار، ويصير التزاوج بين الخالق والشعب فى القبالاة (طبقاً للتجلى العاشر ضمن التجليات التوراتية العشرة- سيفروت) توحداً كاملاً ويقوم هذا "الشعب" بتوزيع رحمة الإله على العالمين بالتخلص منهم !!


ومن خلال حركة التاريخ واللاهوت التى يصير فيها التاريخ لاهوتا واللاهوت تاريخاً ، يصبح الصهاينة ورثة العبرانيين القدامى، و"حكومة إسرائيل" فى فلسطين المغتصبة ما هى إلا الكومنولث الثالث وأن أصول الصهيونية تمتد بعيدة منذ أن صار آدم واحدا من الآلهة وأحفاده هم الأنبياء الأوائل ، أنبياء بنى "إسرائيل" ، وتصير العودة شيئا متصلا منذ بداية التاريخ الكونى اليهودى إلى الآن، من الأنبياء إلى هرتزل ومنه إلى ما بعد بيجن وشارون وأولمرت وعمليات دخول الصهاينة إلى فلسطين وقيامهم بذبح الفلسطينيين ليس إلا استمراراً وتكراراً لدخول العبرانيين القدامى إلى أرض كنعان وإبادتهم لأهلها، وما فرسان داود وسليمان إلا دبابات الجيش " الإسرائيلى" ، وبالتالى فالاستيطان الصهيونى تعبير عن نمط متكرر ومستمر ، إلهى ومقدس وعندها تصير التصرفات الصهيونية الإجرامية تحقيقا إلهياً ، وتصبح حقوق اليهود المزعومة سارية المفعول وتقف وراء التصرفات الصهيونية الوحشية والتى تصير معبرة بقوة عن ارتباط قوى بين الاتجاهات والسلوك كجماعات متعصبة يكون سلوكها كما يشعرون ، ويتصرفون كما يفكرون ، وكإدراك جماعى ونظام قيمى كلى، ومن أجل طرد الدناسة وطرد غير المقدسين لتصير الأرض المقدسة دولة لشعب مقدس ويتم إخلاؤها لأن امتلاكها فقط هو من حق هؤلاء المقدسين وليس من حق أى أغيار أن يتساءلوا فى معنى هذا الحق أو القرار الإلهي بالملكية ، والذى يقول عنه وايزمان أنه حق نملكه منذ آلاف السنين ومصدره وعد الرب لإبراهيم وقد حملناه معنا فى أنحاء العالم كله طوال حياة حافلة بالتقلبات .


وطبقا لهذا الحق فإن العالم بدون هذا " الشعب" شعب التوراة لا قيمة له ولا يمكن فهم تاريخ الكون بدون تاريخ اليهود تأسيسا على أن الإله اصطفاهم أولاً وأعطاهم الوعد وجعل لهم الأرض ملكاً خالصاً وتراثاً أبدياً ثانياً، وثالثاً لا يكون الإله إلهاً إلا بهم ففى إحدى تعليقات المدراش الحاخامية: حينما تكونون شهودى أكون أنا الإله، وحينما لا تكونون شهودى فكأننى لست الإله، وجاء فى التلمود: لماذا اختار الواحد القدوس تبارك اسمه جماعة يسرائيل، لأن أعضاء جماعة يسرائيل اختاروا الواحد القدوس تبارك اسمه وتوراته . والاختيار لا يسقط عن الشعب اليهودى حتى لو أتى هذا الشعب المعصية ولم ينفذ شريعة الرب فى قتل الأخيار، وحب الإله للشعب المختار يغلب على عدالته مهما تكن شرور هذا "الشعب" وكما يفسر راشى وكما يرى أنه ليس لأى إنسان أن يتدخل فى هذا الاختيار، وحولت القبالاة "الشعب اليهودى" من مجرد شعب مختار إلى شعب يعد جزءاً عضوياً من الذات الإلهية فهو الشخيناه ( التجسيد الإنثوى للحضرة الإلهية) التى تجلس إلى جواره على العرش وتشاركه السلطة، بل قال أحد الحاخامات أنه حينما ينفذ اليهود إرادة الإله فإنهم يضيفون إلي الإله فى الأعالي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق