ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال لسببين, أولهما أنني أنأى بنفسي وبحزبي عن الدخول في جدل حول ثورة 25 يناير وفي نسبتها لأنها ملك لكل شعب مصر بذر بذرتها الشيوخ وزرعها الأبناء ورعاها الشعب وشارك الجميع في الحصاد والاحتفال. لقد كان الشباب شرارة الثورة، فاستشهد منهم من استشهد، وجرح من جرح. في يوم 25 يناير. بدأ الشباب تظاهراتهم بالمئات وإذا بهم ينتهون في ميدان التحرير بعشرات ثم مئات الآلاف.
والسبب الثاني في ترددي أنني لم أعد أكتب إلا اضطرارا فمصر في حاجة إلى العمل أكثر من الحاجة إلى القلم, فما بالنا إذا كانت الكتابة عن أحداث شاهدناها أو شاركنا في صناعتها والكتابة عنها قد تحتمل شبهة الذاتية أو الحزبية أو عدم الموضوعية كما أنه من الأفضل أن ننتظر حتى تؤتي هذه الثورة ثمارها, ولكن ما العمل إذا كان بعض الكتاب قد كتبوا وأسقطوا وقائع مهمة تجعل تاريخ الحركة الوطنية مبتورا بدونها؟ ما العمل إذا كان بعض الشباب قد ظن أنه صانع الثورة ومفجرها وصاحب الحق الوحيد في حصاد ثمارها بعد أن أسقط عقود طويلة من النضال .. إن دور من شهد الأحداث أن يرويها بأمانة ودون نقصان ثم يتركها للمؤرخين لروايتها وتحليلها ولكن ما كتب طوال الفترة الماضية لم يراعي كل هذه الاعتبارات.
إن هذه الثورة لم تهبط بالبراشوت ولكنها امتداد لنضال سنوات طويلة تزيد على الثلاثة عقود، توجت بنضال شامل ومتواصل في السنوات السبع الأخيرة بعد سقوط مبارك أثناء إلقاء خطاب العرش أمام مجلسي الشعب والشورى في نوفمبر 2003 بعدها بدأ حزب العمل في تشكيل الجبهة الوطنية للتغيير ثم المشاركة في تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ثم انتفاضة القضاة 2006 عقب تزوير انتخابات 2005 وانتفاضة إبريل 2008 وفي القلب منها انتفاضة عمال المحلة الكبرى ثم الحركات الاحتجاجية التي اجتاحت ربوع مصر ولم تهدأ إلا بانخراطها في ثورة 25 يناير 2011 . إن إرهاصات هذه الثورة بدأتها جريدة الشعب التي نشرف بالكتابة بها مجددا والتي خاضت معاركها ضد التبعية والاستبداد والفساد والظلم الاجتماعي وتضييع الهوية بكتيبتها المجاهدة التي تقدمها الأستاذ عادل حسين - رحمه الله - وكان رأس الحربة رئيس تحريرها - قبل إغلاقها - الأستاذ مجدي أحمد حسين والذي قدم من حياته سنوات وسنوات قضاها في سجون مبارك.
ونستدل هنا ببيانات حزب العمل وكتابات قياداته وكتاب جريدته " الشعب " قبل وبعد تجميد نشاطه وإغلاق جريدته بقرارات إدارية باطلة من نظام مبارك منذ مايو 2000 – سأستدل بها لأنها تحت يدي ولا يعني هذا إنكار دور القوى السياسية الأخرى عظم دورها أم صغر خاصة وأنهم أقدر مني على تأريخ دورهم الذي مهد للثورة.
1 – في مارس 1981 كتب الأستاذ الدكتور محمد حلمي مراد أمين عام حزب العمل مقاله المشتهر " الوضع الدستوري لحرم السيد رئيس الجمهورية " والذي قال المراقبون بشأنه " إن هذا المقال كان من أهم أسباب دفع اسم الدكتور حلمي مراد إلى مقدمة قائمة المعتقلين عام 1981" ألم يكن هذا مقالا ضد التوريث؟
2 - في يناير 1983 أصدر الأستاذ الدكتور محمد حلمي مراد أمين عام حزب العمل كتابـه " التغيير أو الضياع" ولنلاحظ هنا استخدام مصطلح التغيير وليس الإصلاح
3 – في ديسمبر 1989 كتب الأستاذ عادل حسين رئيس تحرير جريدة الشعب مقاله المشتهر " التغيير أو شاوسيسكو " عقب محاكمة الرئيس الروماني نيقولاي شاوسيسكو وزوجته إيلينا، وإعدامهما في نفساليوم 25 ديسمبر 1989، ومصادرة أملاكهما
4 – في سبتمبر 1993 صدر كتاب " لماذا نقول لا في استفتاء الرئاسة القادم " للأستاذ الدكتور محمد حلمي مراد نائب رئيس حزب العمل والأستاذ عادل حسين أمين عام حزب العمل وهو تجميع لمقالاتهما بجريدة الشعب في الفترة من مايو وحتى سبتمبر 1993 وقد صدرا الكتاب ببيان اللجنة العليا للحزب في 16 يوليو 1993 برفض اختيار محمد حسني مبارك لفترة رئاسة ثالثة وبطلان ترشيح مجلس الشعب القائم وقتها له حيث حكمت محكمة النقض وقتها بعدم صحة انتخاب أكثر من سبعين من أعضائه، وكان جزاء الدكتور حلمي مراد والأستاذ عادل حسين الحجز في قسم مصر الجديدة ومعهما الصحفيين علي القماش وصلاح بديوي ولم يمنع الزبانية عمرهما الكبير أو مكانتهما العالية وتركاهما ينامان على البورش ليلتين أو أكثر, ومن بين عناوين المقالات التي تضمنها الكتاب " ترشيح مبارك للرئاسة معيب وينبغي تصحيحه – حقائق التبعية السياسية والاقتصادية التي ينفيها مبارك – زاد الفساد والفقر في عهدك يا مبارك وهذا وقت الرفض والمقاومة – نحن مثل آخر أيام السادات, الكل ضد الرئيس – ليكن سبتمبر شهر التحرك العام لفرض إرادة الأمة عبر استفتاء حر"
ورغم أن حزب العمل عانى من جريمة التجميد غير المشروع منذ مايو 2000، وإيقاف صحيفته المطبوعة "الشعب" التي كانت - إلى حد كبير - لسان حال الشعب المصري، ورغم ما تعرض له العشرات من أنصاره وشبابه وأعضائه من مطاردات واعتقالات ومحاكمات وتحقيقات في قضايا لم تتوقف أبدًا، ورغم كل ذلك رأى الحزب أن يواصل مسيرته، وأن ينحاز للحق مهما كلفه ذلك من عنت وويل وثبور.
وكان حزب العمل – كعادته – كتيبة متقدمة للجيش الشعبي، وكان أول من فتح ثغرة في جدار الخوف من نظام اعتاد أن يستخدم العصا الغليظة لإسكات معارضيه، من سجون ومعتقلات، وحالة طوارئ مستديمة، وإغلاق للصحف والأحزاب والنقابات، وتزوير الانتخابات، والاعتداء على استقلال القضاء.
في كتاب الأستاذ مجدي أحمد حسين أمين عام حزب العمل بعنوان "لا" - والذي جمعه بناء على طلبي – والذي صدر مع بدايات 2005 وضمنه مقالاته الافتتاحية بجريدة "الشعب" الإلكترونية في الفترة الواقعة بين 22/2/2002 & 25 /2/2004 – أي خلال عامين وقبل تأسيس حركة كفاية – ومن بين ما كتبه أخي مجدي أحمد حسين ما يلي:
♦ الوضع الدستوري لحرم السيد رئيس الجمهورية ( ضد التوريث ) 22 فبراير 2002
♦ الرسالة الثانية إلى الرئيس مبارك: ( موقفكم لا يليق بمكانة مصر.. ولا يلتزم بتعاليم القرآن.. ولا بالدستور المصري - إما الالتزام بالموقف الشعبي أو الاستقالة.) – ( مطالبة بالاستقالة قبل إنهاء فترة الرئاسة الخامسة) 12 فبراير 2002
♦ لا تنسوا أصل المعركة: استئصال شأفة النفوذ الصهيوني الأمريكي من على أرض مصر. – 19 إبريل 2002
♦ مبارك يتحدى الأمة، ويؤكد خيار السلام الاستراتيجي مع الأعداء – 26 إبريل 2002
♦ نشر فكرة العجز أمام أمريكا شرك بالله، ولا بد من طرد عبيد فورًا من منصبه - ضرب حزب العمل كان لصالح الحلف الصهيوني/ الأمريكي.. ونحن لن ننحني أمام محاكم التفتيش – 3 مايو 2002
♦ مرة أخرى: الوضع الدستوري لحرم السيد رئيس الجمهورية وماذا عن جمال مبارك؟ - 19 مايو 2002 – ( ضد التوريث )
♦ الله أكبر.. العراق يصمد أمام أعتى عدوان - اسمعها يا مبارك مرة ثالثة.. مرحبًا بالسجن أو الاستشهاد. - إما أن تستمع لكلام الله.. وكلام الشعب،أو ترحل!.- 12 مارس 2003 – ( مطالبة بالرحيل وليس رفض التمديد )
♦ للمرة الرابعة أدعو الرئيس مبارك إلى تقديم استقالته - ( مطالبة بالرحيل وليس التمديد ) – 24 مارس 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
♦ انتهت مهلة الـ 48 ساعة ولم يتخذ مبارك قرارًا واحدًا ضد أمريكا.. فلنشدد المطالبة باستقالته الفورية - 27 مارس 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
♦ مبارك يقدم تسهيلات عسكرية وإدارية للعدوان - اخرجوا يوم الجمعة للمطالبة باستقالته ولا تخشوا إلا الله. – 2 إبريل 2003 - ( مطالبة بالاستقالة وليس رفض التمديد )
♦ الآن نتحرك لإقالة مبارك - أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر - 9 إبريل 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك )
♦ تنحية حسني مبارك.- لماذا هو الشعار المركزي الصحيح للحركة الوطنية والإسلامية؟ - 9 مايو 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك وتنحيته )
♦ تنحية مبارك. لماذا أصبحت ضرورة حياة؟! - فشلت كل محاولات الإصلاح والترقيع ولا بد من فتح صفحة جديدة - تنزيه الحاكم عن النقد أو العزل.. شرك صريح بالله سبحانه وتعالى. – 16 مايو 2003 - ( الانتقال من الاستقالة إلى المطالبة بالتحرك لإقالة مبارك وتنحيته )
♦ واصلوا التوقيع على عريضة تطالب باستقالة مبارك - التوقيعات كانت أحد أسلحة الحركة الوطنية قبل الثورة. - من أين لجمال مبارك كل هذه الأموال؟! – 25 يوليو 2003 - ( مطالبة باستقالة مبارك وليس رفض التمديد )
♦ سقوط مرشح الحكومة لنقيب الصحفيين إنذار شديد اللهجة لأهل الحكم - صحيفة إسرائيلية ترحب بتوريث الحكم لجمال مبارك.- 1 أغسطس 2003 – (مطالبة بالاستقالة ورفض للتوريث )
♦ ما هي الشركة العالمية التي يعمل جمال مبارك مستشارًا لها؟ - ألا تكفي كل هذه الحقائق لإقالة مبارك؟ - 8 أغسطس 2003 - (مطالبة بالإقالة ورفض للتوريث )
♦ مبارك يحاصر المقاومة الفلسطينية والعراقية ويبيع الغاز لإسرائيل - جمال مبارك يتعاون مع الشركات العالمية استعدادًا لرئاسة الحزب الحاكم. - ملامح الخطة الشعبية لإقالة مبارك. - 29 أغسطس 2003 - (مطالبة بالتحرك لإقالة مبارك ورفض للتوريث )
♦ بيان من حزب العمل إلى الأمة - نطالب بانتهاء حكم مبارك ونرفض توريث الحكم – 6 سبتمبر 2003
كان كل ما سبق قبل أن يسقط مبارك في مجلس الشعب في نوفمبر 2003 وقبل أن يبدأ تفكير أي من القوى السياسية في إقالته أو تنحيته أو حتى عدم التمديد له .. ولنتابع كتابات مجدي حسين بعد هذا التاريخ وقبل نشأة الحركات الاحتجاجية عام 2004
♦ لماذا لا يصدق الناس مبارك في موضوع التوريث؟ - ثلاث ضمانات رئيسية حتى يمكن إغلاق هذا الملف الأسود. (إعفاء جمال مبارك من مسئولية لجنة السياسات بالحزب الوطني. - تعيين نائب لرئيس الجمهورية من غير أفراد الأسرة الحاكمة - أن يعلن صراحة أنه سيعتزل السياسة بعد هذه الدورة التي تنتهي في أكتوبر 2005)، وأن يفتح باب الترشيح مبكرًا بين أكثر من مرشح للانتخاب الحر المباشر على موقع رئاسة الجمهورية. - أن يعلن اعتزال أسرته (وعلى رأسهم "السيدة سوزان ثابت، وعلاء وجمال") العمل العام من الآن.- 9 يناير 2004 ( تم هذا قبل تعديل المادة 76 بجعل منصب رئيس الجمهورية بالانتخاب بديلا عن الاستفتاء بعام وأربعة شهور وقبل أحد عشر شهرا من تظاهرة كفاية )
♦ إعفاء مبارك من منصبه أصبح واجبًا وطنيًّا ودستوريًّا - 4 مواد بالدستور تنظم وتحتم تعيين نائب للرئيس. - ترك البلاد في حالة فراغ دستوري يعكس انعدام الإحساس بالمسئولية تجاه مصر وشعبها. - إدخال البلاد في حالة من الارتباك لإحياء فكرة توريث الحكم، ولن تسمح الأمة بهذا العبث. - سينتهي حكم مبارك وستعود مصر سيرتها الأولى زعيمة العروبة ومنارة الإسلام.- 25 فبراير 2004
*****
ولنراجع بعض بيانات حزب العمل خلال الفترة من 2001 وحتى 2006 والتي عاصرت انتفاضة الأقصى المباركة أكتوبر 2000 - العدوان الأمريكي على العراق - انتخابات الرئاسة 2005 - انتفاضة القضاة 2006
¨ نداء .من اجل إعداد مصر لمواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية - مقاومة ودحر الحملة الصليبية واجب شرعي وقومي ووطني - 15 أكتوبر 2001
¨ انكسرت موجة الهجوم الأمريكي الصهيوني لكن لنحذر المؤامرات - هجوم القوى المجاهدة يحقق الانتصارات والحكومات مطالبة بتوحيد مواقفها - 15 فبراير 2002
¨ بيان إلى الأمة - العمليات الاستشهادية أعلى مراتب الجهاد - 5 يوليو 2002
¨ إقالة والى ومحاكمته ومواجهة المخططات الأمريكية –الصهيونية لتقسيم السودان ..وإبادة شعب العراق..وتهجير الشعب الفلسطينى قضايا لم تعد تحتمل الصمت ..أوالتأجيل..أو المماطلة..ومصداقية النظام على المحك! - 8 سبتمبر 2002
¨ التاريخ لن يرحم أحدا يصمت أو يضعف في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي الراهن و القادم ضد العراق و فلسطين - 10 يناير 2003
¨ التراجع الأمريكي وتعدد الأقطاب في العالم بات حقيقة - 14 مارس 2003
¨ إلى طلاب مصر .. اخرجوا في مسيرات جماعية وتحركوا لإغلاق سفارة الشيطان الأمريكي - البيان الأول 20 مارس 2003
¨ اليوم المسيرات من كل المساجد إلى ميدان التحرير - مواصلة حصار سفارة الشيطان الأمريكي بدءا من الساعة الثانية ظهرا - البيان الثاني 20 مارس 2003
¨ الحكومة المصرية مطالبة بإطلاق الحريات أمام الشعب لمساندة العراق وفلسطين .. واعتقال المصريين تطور خطير - 21 مارس 2003
¨ نطالب بوقف أي تسهيلات لقوات العدوان وإغلاق قناة السويس أمام سفن العدو وفك الحصار حول العراق فوراوفتح الباب للمتطوعين للذهاب الى العراق وفلسطين- 04إبريل 2003
¨ نطالب بانتخاب رئيس الجمهورية انتخابا حرا مباشرا بين أكثر من مرشح يتنافسون على مرضاة الأمة من خلال برامج انتخابية ملزمة - 29 نوفمبر 2003 ثم كان بيان حزب العمل الذي صدر خلال تلك الفترة رافضا لرئاسة مبارك وكان بذلك حزب العمل أول حزب يدعو لإنهاء حكم مبارك – وفرق كبير بين رفض التمديد والمطالبة بإنهاء حكمه - وكذلك فإن معظم ما جاء في هذا البيان أصبح برنامجًا للهبة الشعبية التي بدأت في 12/12/2004، تحت شعار "لا للتمديد... لا للتوريث". والذي نص على ما يلي:
1. رحيل مبارك والأسرة الحاكمة من الحكم.
2. دورتان بحد أقصى لأي رئيس جمهورية.
3. إلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن كافة المعتقلين.
4. إلغاء التعديل المزور للمادة 76 من الدستور، وإعادة صياغتها بما يسمح لكافة القوى السياسية بالترشيح للرئاسة.
5. إقرار قانون السلطة القضائية، والإشراف القضائي الكامل على الانتخابات.
6. إطلاق حرية تشكيل الأحزاب وإصدار الصحف.
¨ غابت الدولة وملأ فراغها إما فاسد أو عاجز أو مغتصب للسلطة - 30 إبريل 2006
¨ ارفعوا أيديكم عن القضاة - حرية الشعب رهن باستقلال القضاء - 17 نوفمبر 2006
¨ أكذوبة العهد الذي لم يقصف فيه قلم - استمرار إغلاق جريدة الشعب وقصف مائة قلم لست سنوات - نموذج صارخ للعدوان على القضاء والحريات - 25 فبراير 2006
*****
ولم يقتصر نشاط حزب العمل وكوادره على النقاش وإصدار البيانات بل نزلوا بها إلى الشارع والمقار والمساجد وشهد الجامع الأزهر مؤتمرا أسبوعيا لقيادات الحزب - طوال ست سنوات من أول إبريل 2002 تاريخ الاجتياح الصهيوني للأراضي الفلسطينية وحتى مايو 2008 بعد صدور قانون خاص من مجلس الشعب المزور بمنع التظاهر في دور العبادة - يشد على يد الأمة ويحذر من الأخطار التي تتهددها ومن السكوت على الاستبداد والفساد وشهد بهذه المؤتمرات العدو قبل الصديق
وعلى صعيد مقاومة حكم الاستبداد والطغيان قام الحزب بجمع توقيعات جماهيرية مطالبة بإنهاء حكم مبارك، تجاوزت الخمسين ألف توقيع، وكان يتم تظاهرات أمام مجلس الشعب برفض حكم مبارك تحت شعار "لا لمبارك" وتسليم التوقيعات دوريًّا لمجلس الشعب في الفترة من يوليو 2003 وحتى يوليو 2004 حين قامت الشرطة بمحاصرة المجلس ومنعتنا من تسليم المزيد من التوقيعات.
وأشير هنا إلى حوار سجله الابن العزيز شوقي رجب دار بينه وبين أحد شباب حركةكفاية في إحدى التظاهرات عندما سأله شوقي: هل تذكر أول مره سمعت فيها هتافا ضد مباركفأومأ برأسه مؤكدا ( نعم أذكر - إن أول هتاف سمعته بسقوط مبارك كان منأعضاء حزب العمل أثناء استجواب مجدي حسين في البلاغ المقدم ضده من يوسف والى (فسأله شوقي: هل تذكر ما قلته وقتها فقال (نعم أتذكر كنت أعجب كيف تملكون هذه الجرأة فيالهتاف بسقوط مبارك).. كما أذكر هنا آخر حكم في قضايا حزب العمل ضد تجميد نشاطه وعقب صدور الحكم من المحكمة الإدارية العليا بتحويل قضايا الحزب إلى - ثلاجة - المحكمة الدستورية فانتفض أعضاء وقيادات الحزب هاتفين بسقوط مبارك وعائلته ونظامه في طرقات وبهو المحكمة الإدارية العليا. لقد شهد مقر حزب العمل بالسيدة زينبفي المؤتمر الصحفي الذي عقد في مايو 2000 أول هتاف بسقوط مبارك
كما دعونا في وقت مبكر - في بدايات 2004 - لإقامة جبهة وطنية عريضة تضم كافة القوى الوطنية والإسلامية ( الجبهة الوطنية للتغير )، ودعونا لانتزاع حق تأسيس المنظمات السياسية والجماهيرية دون إذن السلطات، وعلى هذا الصعيد حدثت تطورات بالغة الأهمية من أواخر 2004 حتى وحتى ثورة 25 يناير 2011
وكنا ندرك بطبيعة الحال أن إقالة مبارك لن تتم بدون حركة شعبية واسعة، ومن خلال التظاهر المتواتر حتى العصيان المدني الشامل، ولا شك أن السنوات السبع الماضية كانت حافلة بكافة أشكال التظاهر والاعتصام والإضراب. وستتواصل كل هذه التحركات بإذن الله حتى الخلاص من هذا الحكم الذي انتهى عمره الافتراضي.
*****
إن الجهر بالحق هو السلاح الماضي لأي حركة شعبية ذات رسالة، وقد رأى حزب العمل دومًا أن يقوم بهذا التكليف الشرعي، الذي لا يستند أبدًا لتوازن القوى المادية مع أهل الباطل؛ فمعسكر الحق من المفترض أن يصدع بما يؤمر من الله عز وجل، بغض النظر عن حالة القوة والضعف من الناحية المادية فأعظم الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر.
هذا هو حزب العمل وهذا بعض من تاريخ نضاله - ويبقى الكثير من معاركه التي خاضها ولم نعرض لها - فهل يكون جزاؤه بعد ثورة شعب مصر المباركة التي شارك في تمهيد الأرض لها وبذر بذرتها جزاء سنمار؟!!! وهذا سيكون موضوع مقال قادم نناقش فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف.
Qorqor52@yahoo.com
توثيقا للتاريخ قبل تزييفه.. حزب العمل وإرهاصات الثورة د. مجدي قرقر الإثنين, 25 إبريل 2011 - 10:57 am 0Share
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق